حادثة مؤثرة ...
أحداث غريبة وقصص كثيرة تمرّ في حياتنا تأتي فتترك أثرا" في نفوسنا ربما يكون إيجابيا" والأكثر سلبيا"
استوقفتني حادثة في بلدتنا آلمتني كثيرا" وأثارت في نفسي الحزن والجزع والتساؤل الذي يدعو للإستغراب وعدم وجود جواب لأي سؤال ..هذه الحادثة حصلت منذ عدة أيام وهي وفاة رجلان لم تكن الدنيا لتجمعهما معا" وجمعهما الموت في يوم واحد ووقت واحد ... صادف في ذالك اليوم وفاة رجل غني من أغنياء وأعيان بلدتنا له مركزه الاجتماعي ومكانته المرموقة ..مع رجل فقير بسيط لا يعرفه إلا القليل من الناس لا أهل له ويعيش وحيدا"
هاذان الرجلان اللذان كتبا لهما الموت في يوم واحد لم يكونا ليلتقيا في حياتهما أبدا" يا سبحان الله كان الموت هو من جمع بينهما
الأول كان غني وله حياته ومجتمعه المخمّلي والثاني كان فقير لا يملك سوى لقمة عيشه التي كان يسعى دائما" لها
ولكن الشي الذي يدعو للحزن والألم هو أنه عندما خرج الناس لتشييع جنازة كل منهما .. كل أهالي البلدة خرجت في جنازة الغني لتوديعه وتركت الفقير لعدة أشخاص يكادون يعدون على الأصابع ... لم تنتهي الى هنا فعندما أقيم العزاء في بيت كل منهما كان بيت الغني مكتظا" بالناس لا مكان حتى لوقوف أحدهم بينما كان بيت الفقير لا يوجد فيه إلا بعض الناس ممن يعرفونه في حارته..أليس هذا الشيء مدعاة للحزن والسخرية في نفس الوقت ..؟
حزنا" على ذلك الفقير .. وسخرية" من أولئك الناس وكيف يفكرون ..
لماذا هذه التفرقة حتى بالموت ..؟ بماذا ياترى كان يفكر أولئك الناس عندما تركوا جنازة الفقير وركضوا وراء تشييع جنازة الغني ..
ألم يتساوا كلٌ منهما .. كلاهما ماتا وكفنّا ودفنّا في تربة واحدة وكلاهما سيلاقيان ربا" واحدا" محاسبا"منصفّا"في يوم لا ينفع فيه شيء إلا العمل الصالح
هل كتب على هذا الفقير أن يعيش فقيرا" منسيّا"ويموت فقيرا" منسيّا" أيضا"... أين العدالة هنا ..؟
بحق إنه لشيء يدعو للقهر .. أصبحت نظرة الناس الى بعضها غريبة ..لم تعد هنالك علاقات إنسانية سامية فيما بينها ربما ماتت أو تلاشت بل دفنت وحلّت محلها المجاملات والكلمات المعسولة التي أصبحت هي العملة التي يتعاملون بها
ماذا جنى أولئك الذين سعوا وراء أهل الغني وترك ذلك الفقير الذي لم يكن له أحد ، هل كسبوا شيئا" من ماله الذي تركه ؟
أسئلة كثيرة دارت في ذهني ولم ألقى لها جوابا" ...
لا أقول سوى ... حسبي الله ونعم الوكيل بهؤلاء الناس الذين قتلتهم المظاهر الكاذبة وأنستهم أنّ الموت لا يفرق بين غني وفقير .. بين كبير وصغير .. بين مسؤول وأي إنسان عادي
انظر لنفسك أيها الإنسان مما خُلقت وإلام مرجعك ...خلقت من تراب ومرجعك سيكون الى التراب ولن تأخذ معك الا عملك الطيب أو الخبيث
انظر خلفك وتذكر آخرتك واعمل طيبا"دائما"... تلقى طيبا" ..
_________________
ماأصعب أن يمو ت شئ بداخلنا ونحن ما نزال أحياء
دمعة المها